الأحد، 8 مايو 2011

هل يجد الإنسان حلولاً لمشاكله أثناء النوم؟

 
إخفاء الصورة
أرسلت إيمان أيوب تقول، فى بعض الأحيان تمر على بعض الأزمات، وأكون مشغولة بها بدرجة كبيرة، وعندما أستيقظ أجدنى مقتنعة ببعض الحلول، وكأنى كنت فى حالة تفكير أثناء النوم، فهل هناك تفسير لذلك؟

يجيب الدكتور محمد المهدى أستاذ الطب النفسى بكلية الطب بجامعة الأزهر قائلا: إن الكاتب جون شتاينبك يقول: "المشكلات الصعبة التى نفكر فيها ليلا نستيقظ لنجدها محلولة فى الصباح، فقد ناقشتها لجنة الأحلام أثناء نومنا"، هذه العبارة تدل على أن الحلم قد يساهم فى حل بعض المشكلات، وقد يكون هذا الحل إبداعيا رمزيا مصورا، ولهذا يحتاج إلى قراءة إبداعية أيضا، فالحل فى الحلم ربما لا يأتى مباشرا بل محورا بسبب العمليات النفسية التى تحدث فيه.

وبعض الاكتشافات العلمية كانت بسبب أحلام، ونذكر على سبيل المثال: رأى العالم الكيميائى الألمانى كيكوليه فى منامه ثعبانا فى وضع دائرى يعض ذيله، فأوحى له هذا الحلم باكتشاف البناء الدائرى لجزىء البنزين، ولهذا قال لأصدقائه بعد ذلك: "علينا إذن أن نتعلم كيف نحلم"، والعالم الأمريكى إلياس هاو وهو أحد مطورى اختراع ماكينة الخياطة فقد واجهته صعوبة فى تصميم إبرة الماكينة، حيث اعتاد الناس أن فتحة الإبرة تكون فى ذيلها، وهذا غير مناسب لماكينة الخياطة، وإنما يناسب الإبرة اليدوية، وفى ليلة من الليالى رأى فى الحلم بأنه فى قبيلة بدائية يحمل الناس فيها رماحا مثقوبة عند الرأس، فاستعان هاو بشكل الرماح فى تصميم الإبرة, وأصبح ذلك الاختراع نقلة نوعية فى عالم الخياطة.

ويقال إن العالم الكبير السير فريدريك بانتينج اكتشف هرمون الأنسولين بمساعدة أفكار رآها فى حلمه، فأحدث بذلك نقلة هائلة فى علاج السكر.

ولا نستطيع أن نقول إن الأحلام جاءت لهؤلاء العلماء بدون مناسبة، وإنما بالتأكيد سبقت هذه الأحلام محاولات تفكير مضنية أثناء اليقظة، وظل المخ يعمل أثناء النوم، وبما أن النوم يتيح حالة من الاسترخاء والصفاء، فإن الفرصة تكون متاحة أمام المخ لعمل معالجات ذهنية أكثر تتمخض عن أفكار إبداعية.

وكان معروفا عن سلفادور دالى (أبرز الفنانين السرياليين فى القرن العشرين) أنه يحاول اقتناص صور أحلامه وتسجيلها فى لوحاته، فقد كان يستلقى على كرسى وبيده مفتاح كبير، فإذا استغرق فى نومه وبدأ فى الحلم سقط المفتاح من يده فيستيقظ ليسجل ما رآه فى حلمه، وهو كان معجبا بما كتبه فرويد عن الأحلام، وكان فنه السريالى يصور غرائب منطقة اللاشعور لذا ترى لوحاته موغلة فى الغرابة والرمزية، وهكذا يظل الباب مفتوحا لقراءات متعددة لظاهرة محيرة تمتد أزرعها لعالم المخ بتركيباته ووظائفه، وعالم النفس بتعقيداته وحركيته، وعالم الغيب بكل ما فيه من مجهول، ويحدث كل هذا فى وسط ثقافى ومجتمعى يمد الحلم بمادته الأولية، ويبقى الحلم بسبب هذه التعددية والتشابكية لغزا يبحث عن مزيد من القراءات الموضوعية والتكاملية والأبحاث التى تجعلنا يقينا مؤمنين أن هناك حالة ما يمر بها مخ الإنسان أثناء النوم من تفكير شغله على مدار يوم كامل أو عدة أيام.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق