الثلاثاء، 10 مايو 2011

أمراض الجهاز التنفسي الشتوية: ما لها وما عليهاi

ما ان يحلّ الخريف  حتى تبدأ الفيروسات بالانتشار، وتزداد حدّتها وتأثيراتها على الجسم مع حلول الشتاء، مسبّبةً مجموعة من الأمراض التي تصيب الجهاز التنفسي والذي يقسم الى قسمين: القسم العلوي ويشمل الانف والجيوب الانفية والحنجرة، والقسم السفلي ويشمل القصبة الهوائية وتشعباتها مع الرئتين."يشير الدكتور زياد شيري عن أبرز الامراض التي تصيب الجهاز التنفسي خلال الشتاء وأساليب علاجها.

تضعف الفيروسات جهاز المناعة، ما يسمح للبكتيريا بمهاجمته مسبّبةً إلتهابات في الجيوب الانفية والحنجرة والقصبة الهوائية والرئتين.ويعتبر تطوّر هذه الامراض خطراً للغاية، وقد يؤدي الى الوفاة، إذا ما أصاب الحوامل ومرضى القلب والسكري والكلى والمصابين بأمراض مزمنة.أمّا الفيروسات المسبّبة لأمراض الجهاز التنفسي المختلفة، فهي: الفيروس الأنفي البقري (رينو فيروس) Rhinovirus و"كورونا فيروس" Coronavirus و"الفيروس المخلوي التنفسي"  Respiratory Syncytial Virus و"البارا انفلونزا" Virus Para-influenza و"أدينو فيروس" Adenovirus و"الانفلونزا أ" Virus influenza A و"الانفلونزا ب" Virus influenza B المسببان للانفلونزا (الكريب)، بالإضافة الى "الفيروس المعوي" Enterovirus و"فيروس الهربس البسيط" Herpes simplex virus.

هذه لمحة عن أبرز الامراض التي تصيب الجهاز التنفسي خلال الشتاء وأساليب علاجها:
1 الإنفلونزا الموسمية (الكريب):أسبابها فيروسية، تنتقل عن طريق السعال واللعاب والعطس والملامسة باليدين.تتمثّل عوارضها، في:الحرارة المرتفعة (من 38  درجة مئوية فما فوق) وتعب الجسم العام والام المفاصل والعضلات وسيلان الانف وألم الحنجرة والصداع والسعال.وفي بعض الحالات، تتجسّد في آلام البطن التي يصاحبها التقيؤ والإسهال.

وغالباً ما يتم شفاء المصاب من الانفلونزا الموسمية تلقائياً، مع تناول الادوية المخفضة للعوارض سالفة الذكر بعد مرور 72 ساعة على الاصابة، لكن في حال عدم الشفاء او ازدياد حدّة المرض وعوارضه رغم تناول الادوية الملائمة، قد تكون الاصابة عبارة عن "انفلونزا الخنازير" AH1N1  التي تعتبر منتشرة جدا في الوقت الراهن.وفي حال ثبوت الاصابة بها، ينصح بتناول أدوية من مركبات "أوسيلتاميفير" Oseltamivir المضادة للفيروسات.


2 الرشح  Flu:أسبابه بعض الفيروسات التي سبق الإشارة إليها.تتمثّل عوارضه، في: سيلان الانف والزكام والعطس والصداع والالم في الحنجرة، مع أو بدون حرارة مرتفعة.أمّا علاجه فتقليدي ومنزلي يرتكز على السوائل الدافئة والفيتامين "سي" C، بالإضافة الى مضاد الحساسية Anti-histaminic وخافض الحرارة ومضاد الإلتهاب Anti-inflammatory ومضاد السيلان Decongestant .


3 إلتهابات الجيوب الانفية Acute Sinusitis :تنتج إلتهابات الجيوب الانفية عن أنواع مختلفة من البكتيريا.تتمثّل عوارضها، في:احتقان الجيوب الانفية لمدة معينة قد تطول قبل أن يتم التصريف التلقائي أو تدخل الطبيب لإزالتها  وارتفاع في حرارة الجسم وصداع وانتفاخ في الوجه والعينين وتعب عام في الجسم.

ويرتكز علاجه على مضادات البكتيريا Antibiotics وبخاخات الأنف المتوافرة بأشكال وتركيبات مختلفة قد تحتوي على مادة ال "كورتيزون"، بالإضافة الى مضادات الحساسية ومخفّض للحرارة في حال وجودها.ولدى تكرار الإلتهاب في الجيوب الأنفية أي عندما يصبح مزمناً Chronic sinusitis، قد يحتاج الامر إلى تدخّل جراحي.


4 إلتهابات الحنجرة Acute Laryngitis:أسبابها فيروسية وبكتيرية، أمّا عوارضها فتُختصر في آلام الحنجرة وبحة أو تغيّر في الصوت وسعال جاف مع أو بدون إفرازات.وترتكز العلاجات الملائمة على مضادات الالتهاب والادوية المرطبة للحلق والمضادة للسعال.

5 إلتهابات القصبة الهوائية Acute Bronchitis:غالبا ما تكون أسبابها فيروسية في البداية، لكن عند إستمرار المرض أو إزدياد حدّته تكون البكتيريا قد دخلت الى النسيج المخاطي للقصبة الهوائية، فتتسبّب بالعوارض التالية:سعال جاف غالباً ما تصاحبه إفرازات مخاطية وقيح (إفرازات خضراء اللون) تظهر لدى المدخنين، مع ارتفاع في درجة الحرارة وضيق في النفس وألم في الصدر.

ولا بد من الإشارة إلى أن من يعانون أمراضاً مزمنةً في القصبة الهوائية (الإنسداد الرئوي COPD والإلتهاب المزمن في القصبة الهوائية لدى المدخنين والربو) قد تتحرّك لديهم عوارض المرض في فصلي الخريف والشتاء إثر تعرضهم لأنواع مختلفة من الفيروسات والبكتيريا الآنفة الذكر والتي قد تتطلّب دخولهم الى المستشفى للعلاج.

أما العلاجات الملائمة لإلتهابات القصبة الهوائية فترتكز على الادوية المضادة للسعال والمقشّعة للبلغم، بالإضافة الى المضادات الحيوية عند دخول البكتيريا.وقد يتم اللجوء الى البخّاخات الموّسعة للقصبة الهوائية في حال وجود ضيق في التنفس أو صفير في الصدر.

6 الإلتهابات الرئوية أو ذات الرئة Pneumonia:تتمثّل في إصابة النسيج الإسفنجي للرئة بالإلتهابات، وتعتبر أسوأ أمراض الجهاز التنفسي وأكثرها خطورة، وتنتج عن الفيروسات والبكتيريا.تتلخّص عوارضها، في:ارتفاع حرارة الجسم والتعب العام والسعال الجاف مع أو بدون إفرازات قيحية وآلام في الصدر وضيق في التنفس.

وفي هذا الإطار، ينصح الطبيب مريضه بالخضوع إلى فحوص طبية والتصوير الشعاعي اللازم لتشخيص المرض وتناول العلاج الملائم.وتجدر الإشارة الى أن بعض الحالات تتطلّب دخول المريض المستشفى للعلاج، فيما بعضها الاخر يحتاج الى العناية الفائقة كون الإلتهابات الرئوية تعدّ من الامراض الخطرة التي قد تسبّب الموت لدى الحوامل والمصابين ببعض الأمراض المزمنة ومن يعانون من نقص في مناعة الجسم.أمّا علاج الإلتهابات الرئوية فيعتمد على مجموعة واسعة من المضادات الحيوية المتوافرة في الاسواق والأدوية الخافضة للحرارة والمضادة للسعال والمقشّعة للبلغم والموّسعة للقصبة الهوائية.

ارشادات مفيدة:
تقي الإرشادات التالية من انتقال العدوى عند الإصابة بأحد أمراض الجهاز التنفسي:

- عزل المريض في المنزل.
- عدم مصافحة الآخرين أو معانقتهم أو ملامستهم.
- غسل اليدين بصورة منتظمة بالماء والصابون وإستعمال المواد المطهرة.
- وضع مناديل على الأنف والفم عند العطس والسعال.
- إستعمال مناديل ورقية والتخلص منها مباشرة بعد الإستعمال.
- تلافي لمس العينين والانف والفم.
- تجنّب التجمّعات.
- تناول  لقاح الانفلونزا في نهاية الصيف.  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق