الثلاثاء، 10 مايو 2011

كيف نحافظ على ذاكرة سليمة؟

 
إخفاء الصورة
كيف نحافظ على ذاكرة سليمة؟
يعتبر بعض الناس بأن اسوأ مايمكن أن يصيب الانسان هو فقدان الذاكرة نتيجة لحادث أو واقعة كبيرة تؤثر على مجرى حياة الشخص. فتصوروا أن لايتذكر الفرد أبناءه وزوجته وأهله. انها كارثة نفسية ليس للمصاب بل لمن هم حوله أيضا. ولفقدان الذاكرة أو ضعف الذاكرة بشكل عام أسباب كثيرة، منها مايكون نتيجة اصطدام الرأس بجسم صلب أو حدوث مصيبة كبيرة لايتحملها الدماغ فيفقد افراز تلك الشحنات الكهربائية المسؤولة عن الذاكرة في الدماغ وربما يكون فقدان الذاكرة أو ضعفها متعلق مباشرة بالاصابة بمرض، كما يقال بأن للتغذية أيضا علاقة بفقدان الذاكرة أو ضعفها.

تغيرات في الدماغ:
قالت دراسة لأطباء أمريكيين في جامعة "ديوك يونيفيرسيتي" في كاليفورنيا الشمالية اهتم بها ونشرها موقع /تيرا/ البرازيلي على الانترنت انه كما أن جسم الانسان يتعرض لتغيرات مفاجئة نتيجة المرض أو التقدم في السن فانه من الشائع أيضا أن يتعرض الدماغ لتغيرات مفاجئة أيضا للأسباب ذاتها. و كما أن هناك تمارين خاصة تحدث تحولات ايجابية في الجسم فان هناك أيضا تمارين تساعد على الحفاظ على ذاكرة جيدة وسليمة.

وأضافت الدراسة بأن جسم الانسان يمكن أن يترهل نتيجة الافتقار للحركة اللازمة، وكذلك فان الدماغ يترهل نتيجة الافتقار لنشاطات تعتبر هامة جدا للحفاظ على سلامته وتجنبه التعود على الكسل. وأوضحت الدراسة بأن كسل الدماغ يمكن أن يكون سببا آخر لضعف الذاكرة أو حتى فقدانها بشكل جزئي أو كامل.


عادات وهوايات:
دراسة أمريكية أخرى للعيادة الطبية المسماة "مايو كلينيك" في مينيسوتا توصلت الى نتيجة مفادها بأن الأشخاص الذين يكرسون انفسهم للقراءة والألعاب الذكية كالشطرنج وحل الألغاز يبعدون أنفسهم عن الاصابة بضعف الذاكرة أو فقدانها بنسبة لاتقل عن الأربعين بالمائة.

وقالت الدراسة التي نشرها أيضا موقع /تيرا/ البرازيلي على الانترنت بأن أهم التمارين على الاطلاق هو القدرة على التركيز في كل شيء وعدم التعامل مع الأمور بشكل سطحي، مشيرة الى أن السطحية في التفكير هي التي تتسبب في تعود الدماغ على الكسل.

وأضافت الدراسة بأن الذاكرة بحاجة الى التركيز لمساعدة الدماغ على اكتساب القدرة على تخزين المعلومات بشكل قوي. فاذا فشل الانسان في التركيز فان الذاكرة أيضا تفشل في تخزين المعلومات .

تحفيز الذاكرة:
في هذا الصدد قالت دراسة "مايو كلينيك" بأن أشياء صغيرة يمكن أن تعطي حافزا للذاكرة على العمل وتذكر الأشياء بشكل صحيح وسليم. فعندما يستيقظ الانسان في الصباح الباكر فانه من المفيد جدا اجراء تمرين على الذاكرة عبر محاولة تذكر تفاصيل حدث ما جرى في اليوم السابق. والمقصود هنا التفاصيل الدقيقة جدا. فان قام الشخص بذلك فانه يكرس تخزين المعلومات بشكل قوي وسليم بحيث لايمكن فقدانها أو نسيانها. ومع مرور اليوم حاول أن تتذكر أشياء أخرى في اليوم السابق لأن اللحظة التي يمر بها الانسان وهو مستيقظ تنتقل الى الدماغ من أجل التخزين، وهي معلومات يمكن محاولة تذكرها في اليوم التالي.

تدريب الذاكرة:
عودة لدراسة جامعة "ديوك يونيفيرسيتي" التي تحدثت عما أسمته بتدريب الذاكرة بقولها أن تدريب الذاكرة يتمثل في سرد قصص واحداث للآخرين. فيمكنك مثلا قياس مدى تذكرك  لواقعة ما حدثت في اليوم السابق عن طريق سردها لشخص آخر. وأضافت بأن نجاحك في ذلك يعني بأنك لم تنسى سريعا وأن ذاكرتك قوية في تذكر التفاصيل. وأوضحت الدراسة بأن من الأشياء الأخرى التي تساعد على تدريب الذاكرة هو تعلم لغات أخرى أجنبية واتباع دورة موسيقية للعزف على آلة موسيقية أو اتباع دورة لتعلم الرسم.

وتابعت الدراسة تقول بأن النشاطات المذكورة تعتبر الأهم على الاطلاق في تدريب الذاكرة وتجنب تعودها على الخمول والكسل. وقالت الدراسة أيضا بأن الشخص الذي يمارس عملا يتطلب التفكير كالكتابة وممارسة الصحافة والتدريس يبعد نفسه كثرا عن الاصابة بضعف الذاكرة أو فقدانها.

عوامل أخرى مساعدة للذاكرة:
وأشارت الدراسة الأمريكية بأن هناك عوامل أخرى تساعد الشخص على الحفاظ على ذاكرة سليمة ويأتي على رأسها عامل التغذية. فقد ثبت بأن هناك مواد غذائية كثيرة تحتوي على فيتامينات أساسية تساعد على الحفاظ على ذاكرة قوية، وتتوفر هذه الفيتامينات في جميع الخضار تقريبا وبخاصة تلك التي لها لون أخضر كالسبانخ والقرنبيط الأخضر وورق العنب والبقدونس اضافة الى بعض المكسرات مثل الكستناء واللوز والجوز التي تحتوي على بروتينات صحية.

وجهة نظر برازيلية:
الطبيب البرازيلي المختص بالأمراض العصبية والدماغية جوليو كروز /41 عاما/ أكد لسيدتي بأن الدماغ يجب أن يدلل كالطفل الصغير للاعتناء بالذاكرة. ويكمن هذا الدلال في تزويده بما يحفزه على العمل. وقال /كروز/ ان هناك ناحية أخرى مهمة تستحق الذكر وهي العلاقة بين الذاكرة و"الوعي الداخلي غير الارادي" أي أن تخزين المعلومات يتم في اللاوعي أحيانا قبل وصولها لنقطة الذاكرة في الدماغ، وهنا يجب عدم القلق اذا نسي الشخص شيئا آنيا لأنه قد يتذكره فيما بعد عندما تنتقل المعلومة من اللاوعي الداخلي الى الدماغ. وقد يتطلب هذا الانتقال وقتا. ولكن المقلق هو عدم بروز المعلومات أو انتقالها من اللاوعي الى الدماغ.

وأضاف الطبيب البرازيلي بأن جميع التمارين والحوافز الدماغية الواردة في الدراستين الأمريكيتين تعتبر على جانب كبير من الأهمية للحفاظ على ذاكرة سليمة. ولكن هناك حقائق أخرى وعادات تسيء كثيرا للذاكرة وعلى رأسها معاناة الانسان من التوتر والقلق الدائمين. وأضاف بأن هاتين الحقيقتين تلحقان ضررا كبيرا بالذاكرة والنشاط الدماغي بأكمله.

كما أشار الى أن الحياة الرتيبة المملة تؤثر أيضا تأثيرا سلبيا على الذاكرة ذلك لأن الملل يصيب الذاكرة بالكسل الذي تطرقت اليه الدراستين الأمريكيتين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق